قيمة التدوين

لماذا هم يدونون ؟ لماذا أنا أدون ؟؟



سأبدأ كلامي بالسؤال: "لماذا لا أدوّن؟"
و سأتبعه بسؤال أكثر سذاجة :"ماذا أدوّن؟"
لا أقصد هنا تفاهات الأمور، و لا أقصد هنا الروتين اليومي ، و لكنه ثمار عقولنا التي تنضج /تذبل/تتعفن يوما بعد يوم ، منظورنا للأشياء ، اقتباساتنا و لمحاتنا من المواقف التي تمر بنا و نمر بها في حياتنا ، لا يمر يوم على إنسان سويّ بلا موقف يغرقه  تفكيرا و تأملا ، و الدروس تلو الدروس نتلقاها من تجاربنا ، بعد عشر سنوات من الآن ، هل يمكن لأحدنا أن يتصفح حياته بدقة و يقيس تقدمها أم تخلفها إلا بالتدوين ؟ هل يمكن أن ننقل خلاصة تجاربنا لغيرنا إلا بالتدوين ؟ هل يمكن أن نجعل حياتنا كتابا مفتوحا للمتعلمين من الأجيال القادمة إلا بالتدوين ؟  و إذا كان العلم صيد و الكتابة له قيد ، فأيهما أقرب إلى قلوبنا و أولى بالتدوين : العلوم بأنواعها ، أم خلاصة ما تعلمناه في مدرسة الحياة؟
لا يهم كم الخربشات التي تضعها تحت وسادتك إذا كان من أهدافك أن تكون مؤثرا في مجتمعك –و من منا لا يرغب- ، ما يهم هو عبقك في المكان ،و أثرك الطيب ، و كم من التدوينات أضحت بعد موت كاتبيها كتبا تًدَرّس ، و منهاجا له دور كبير في سير ركب الحضارة هنا و هناك ، فلماذا لا ننافسهم بل و نتفوق عليهم ؟

بعد أن فشلت في إنشاء مدونتي الأولى منذ سنة تقريبا ، استطعت نصب التحدي أمام ناظري من جديد ، كنت أكتفي بتدوين خلاصة تجربتي على "الفيس بوك" ، لكن لم يشبع ذلك رغبتي ، و أنا الآن للسعادة التي تغمرني أثناء تدشين مدونتي المتواضعة ، فإنني أدعو جميع الأصدقاء الذين لم ينتبهوا لذلك من قبل ، أن يجعلوا للتدوين من حياتهم نصيبا ، خاصة و أن رفاهية التكنولوجيا تتيح لنا اليوم التدوين بكل يسر، و بقوالب راقية ، بل و تساعدنا في النشر ، فكيف نحنُ نهجرها ؟؟

 "إن الحياة الجديرة بأن نحياها ، جديرة بأن نكتبها "
ستيفن كوفي                                

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.