أحلام متعثرة تفكر بالرحيل
"أنا لا أحب هذه البلد ،لقد حرمني وجودي هنا الكثير ، بل إنها لم تمنحني أدنى مستوى من حقوقي كـ"إنسان" ، أطارد أحلامي التي تاهت في عتمة الليل عند انقطاع الكهرباء ، أحاول أن انطلق لمستقبلي ، بينما مستقبلي أصلا مرهون لكل التغييرات السياسية التي لم تستقر منذ زمن ، وصل الناس المريخ ، بينما أريد الذهاب إلى القدس أصلي فيها ركعتين ... فكيفَ سأنهل من بلاد العالم ما أتمنّى و كيف أحقّق ما أريد ؟؟! حتى الحُبّ يا أُختي ، لقد بات هُنا "شُبهة" ... و التعاطف "ضعفاً" ... و الدموع "هَمَالة"! ، أظنني إذا خرجت فلن أعود إلى غزة ، سأحقق نفسي هناكَ"
قالتها بصوت شجي ، أظن أنه تعب بعد
قيامها بمحاولات و محاولات لإثبات عكس ذلك لنفسها، و كنتُ أعرفها صديقة غير عادية
... راقية بتفكيرها ، محلقة دوما بأحلامها
... و أهدافها ...
لربما كان ما تقولينه صحيحا يا صديقتي و لكن تذكري أنه لولا قسوة هذه
الظروف لما كنتِ أنتِ أنتِ الآن ... عليك أن تعيدي النظر في مبدأ الانتماء لهذه
الأرض ...!
ردت علي متهكمة : لا تسأليني الآن ،
"لما تشرّف الكهربا" اسأليني ، فلربما أغير رأيي !
تذكّرتُ مقولة لصديقة أخرى كانت دومآ
ترددها
" إن لم يكن نحنُ ...فمَن؟؟
و إن لم يكن هُنا ... فأين ؟؟؟
و إن لم يكن الآن ... فمتى ؟؟ "
و تذكرت قوله
تعالى(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ
وَالصَّابِرِينَ ) ...
إنّ حبنا لهذه الأرض عقيدة ، كما أحب
نبينا محمد صلى الله عليه و سلم بلده "مكة" و حين ظلمه أهلها و طغوا خرج
مناديها بأحب البلاد اليه ، ثم عاد فاتحا ...
قد نخرُج ... لكننا لن نعود إلا
فاتحين ، فصِدقا ... إن لم يكُن نحنُ فمَن ؟؟
_____________________________________________________________________
_____________________________________________________________________
أترك تعليقًا